يا بنيّ إنّ من ترى تحت منبرنا من أهل الشام وغيرهم ـ جنده وخاصّة من حوله ـ لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتبعنا منهم أحد.
إذا فقد كانت سياسة الخلافة الأموية القرشية في هذا الأمر تبعا لسياسة الخلافة القرشية في بادئ أمر الخلافة بعد الرسول (ص) وقد بقيت آثار تلك السياسة في المجتمع الإسلامي بعد بني أميّة كما ندرس أمثلة ممّا جرى في هذا الشأن على عهد بني العباس في ما يأتي بإذنه تعالى.
على عهد العبّاسيين :
بقيت في المجتمع الإسلامي على عهد العباسيين آثار ما فعله الخلفاء ، والولاة قبلهم. وندرس في ما يلي ثلاثة أمثلة من ثلاث طبقات في هذا الشأن على عهدهم :
أوّلا ـ من عمل طبقة العلماء :
روى ابن حجر في ترجمة أبي عثمان حريز بن عثمان (٦٧) الحمصي وقال ما موجزه :
كان ينتقص عليّا وينال منه ، وقال إسماعيل بن عياش (٦٨) عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكّة فجعل يسبّ عليّا ويلعنه. وقال أيضا : سمعت حريز ابن عثمان يقول : هذا الّذي يرويه الناس عن النبيّ (ص) أنّه قال لعلّي : «أنت
__________________
(٦٧) حريز بن عثمان دخل بغداد في عصر المهدي العباسي (ت ١٦٣ ه) قال ابن حجر في ترجمته بتهذيب التهذيب ، ٢ / ٢٣٧ ـ ٢٤٠. وتقريب التهذيب ، ١ / ١٥٩ : ثقة ثبت رمي بالنصب أخرج حديثه البخاري وغيره عدا مسلم ، وراجع ترجمته في تهذيب تاريخ ابن عساكر لابن بدران ، ٤ / ١١٦ ـ ١١٨.
(٦٨) إسماعيل بن عيّاش بن سليم العنسي الحمصي (ت ٨١ أو ٨٢ ه) أخرج حديثه أصحاب السنن. تقريب التهذيب ، ١ / ٧٣.