ثالثا ـ من عمل عامّة الناس :
روى الذهبي في ترجمة ابن السّقا من تذكرة الحفاظ ، وقال :
الحافظ الإمام ، محدّث واسط ، أبو محمّد ، عبد الله بن محمّد بن عثمان الواسطي.
واتّفق أنّه أملى حديث الطير ، فلم تحتمله نفوسهم ، فوثبوا به فأقاموه ، وغسلوا موضعه فمضى ولزم بيته. فكان لا يحدّث أحدا من الواسطيين ، فلهذا قلّ حديثه عندهم(٧٢).
* * *
لم يقتصر ما جرى من الحكّام على آل البيت طوال القرون على ما أوردنا أمثلة منه من قيامهم بلعنهم وأمر الناس بلعنهم والتبري منهم وترك رواية أحاديث الرسول (ص) في مدحهم ، بل شمل أنواع الأذى لهم وقتلهم قتل إبادة ، كما أوردنا بعضها في المجلد الثالث من هذا الكتاب ، في ذكرنا ما جرى على آل الرسول (ص) في كربلاء ، ثمّ تسلسل قتل الحكام إيّاهم على عهد الأمويين والعباسيين ، كما حفل بذكر أخبارهم أبو الفرج في كتابه مقاتل الطالبيين. وأحيانا كان يجري عليهم من قبل الخلفاء العباسيين أشدّ مما كان يجري عليهم على عهد الخلفاء من قبلهم ، كالآتي ذكر أمثلة منه بحوله تعالى :
__________________
(٧٢) تذكرة الحفاظ ص ٩٦٥ ـ ٩٦٦.
وحديث الطير أن رسول الله (ص) أهدي إليه طير مشوي فوضع بين يديه فقال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك يأكل معي. فجاء علي بن أبي طالب وأكل معه. وراجع أسانيد حديث الطير في : ٢ / ١٠٥ ـ ١٥٥ ، من سيرة الإمام علي في تاريخ دمشق لابن عساكر تحقيق البحاثة المحقق المحمودي ط. بيروت سنة ١٣٩٥ ه.