يرقعنه ويجلسن على معازلهن عواري حواسر ، إلى أن قتل المتوكل ، فعطف المنتصر عليهم وأحسن إليهم ، ووجه بمال فرقه فيهم ، وكان يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله ومضادّة مذهبه طعنا عليه ونصرة لفعله (٧٧).
كانت تلكم بعض آثار سياسة الخلافة القرشية على آل الرسول مدى القرون. وسوف ندرس آثارا أخرى لها بعد إيراد نتيجة البحث الآتية بحوله تعالى.
* * *
نتيجة البحث :
كرهت قريش أن تجتمع النبوّة والخلافة في بني هاشم فنهت من استطاعت أن تنهاه عن كتابة حديث الرسول (ص) في حياة الرسول (ص) كي لا يكتب نصّ عن الرسول (ص) يثبت حقّا في الخلافة لمن تكره أن يلي الحكم من بني هاشم بعد الرسول (ص). وأيضا لكي لا ينشر حديث من الرسول (ص) فيه منقصة لذوي أرومتهم من قريش تبعدهم عن الحكم وفضيلة لمنافسيهم من بني هاشم خاصّة والأنصار عامّة.
وللسبب نفسه منعت الرسول (ص) من كتابة وصيّته في آخر ساعة من حياته ، تلك الوصية التي قال عنها : لن تضلوا بعدها أبدا. وخشية أن يكتب نصّا لمن يتولى الحكم بعده من بني هاشم الّذين كرهوا أن تجتمع فيهم النبوّة والخلافة ، وللسبب نفسه سعى الصحابي عمر القرشي ومن معه من مهاجرة قريش في أخذ البيعة لأبي بكر القرشي التيمي بعد وفاة الرسول (ص).
ولذلك ـ أيضا ـ أدلى أبو بكر بالخلافة إلى صاحبه عمر القرشي العدوي
__________________
(٧٧) مقاتل الطالبيّين ص ٥٩٩.