عند ما ضعفوا عن القتال في صفين ودعوتهم الإمام عليّا (ع) وجيشه إلى تحكيم القرآن ثم إلى تحكيم الحكمين ، وعند ما أصرّ القرّاء في جيش الإمام علي (ع) ومن تبعهم على قبول التحكيم وخدع الصحابي عمرو بن العاص القرشي الأموي الصحابي أبا موسى الأشعري في مقام الحكم ، وانتشر خبر الخدعة ؛ كبر ذلك على جمع ممّن قبلوا التحكيم من قرّاء أهل الكوفة فكفّروا عامّة المسلمين ، وخرجوا على الإمام علي (ع) وحاربوه في النهروان فقتلهم الإمام علي (ع) ، ثم اغتال أحدهم الإمام في محرابه بمسجد الكوفة (٨٨). إنّ كلّ ذلك شوش على المسلمين خارج المدينة الرؤية الصحيحة للإمام عليّ (ع) وسبّب قبولهم ما ينشر عن الإمام علي (ع) خلافا للواقع والحق.
ومن جانب آخر تبدّل كره قريش أن يستولي على الحكم أحد من بني هاشم ـ والمقصود في هذه الكراهية استيلاء الإمام علي على الحكم إذ لم يكن غيره في بني هاشم مرشحا للحكم غيره ـ ، تبدّل ذلك الكره في الحربين التي أقامتها قريش على الإمام علي (ع) إلى الحقد والعداء على الإمام علي (ع) وقام حكم قريش على المسلمين بعد ذلك على أساس الحقد والعداء للإمام عليّ (ع) ، وظهر ذلك جليّا في حكم بني أميّة على المسلمين كما نشير إليه في ما يأتي :
__________________
(٨٨) راجع أخبار صفّين والنهروان في تاريخ الطبري وابن الأثير وابن كثير وغيرها.