عداوة الخلافة الاموية للامام علي وآثارها
أوّلا ـ في خلافة آل أبي سفيان وعلى عهد معاوية
عند ما استولى معاوية على الحكم بنى سياسة الحكم على أساسين :
١ ـ الادلاء بالخلافة لابنه يزيد بعد أن كانت سياسة الخلفاء قائمة على أساس تداول الخلافة في قريش وكان شعارهم في ذلك (وسّعوها في قريش تتسع) (٨٩).
٢ ـ سياسة العداء لآل الرسول (ص) ولسيّدهم الإمام علي (ع) خاصّة.
لم نعلم في التاريخ مثيلا لعداء معاوية للإمام علي (ع) خاصّة بالإضافة إلى عداوته لعامّة بني هاشم ، ولذلك شيّد حكمه على ذمهم واختلاق المثالب في حقهم والمناقب لغيرهم ، ونشر ذلك بين الناس في البلاد ، وأمر بلعن الإمام علي (ع) في كل ناد وخاصة في خطب صلاة الجمعة في المساجد من أقصى بلاد الشرق إلى أقصى بلاد الغرب الإسلامية ، وآلى ألّا يتركه حتى يهرم عليه الصغير ويفنى الكبير ، وقتل من امتنع عن ذلك من أفاضل المسلمين بأنواع القتل ، وأربى على ذلك ابنه يزيد حين قتل آل الرسول (ص) في كربلاء وقطع رءوسهم وسبى ذريّة الرسول وطاف بالرءوس وبالسبايا في البلاد ، وبذلك انتهت أفعال الخلافة الأموية من آل أبي سفيان ، وانتهى الحكم إلى بني
__________________
(٨٩) لست أدري الآن أين رأيت خبر رفع قريش هذا الشعار بعد وفاة الرسول (ص) وانّ عملهم في تولية القرشيين على الحكم من بطون مختلفة من قريش يدل على ذلك.