القرية ، قدّر في تلك الآية (أمر) وفي هذه الآية (أهل) ، وهكذا تؤوّل سائر الآيات الّتي ظاهرها يدلّ على أنّ الله تبارك وتعالى جسم.
ويسمّون أهل تلك الأقوال بالمجسّمة والمشبّهة أي الّذين يشبّهون ربّهم بمخلوقاته ويقولون إنّه جسم.
ويروون عن الإمام جعفر بن محمد الصّادق (ع) أنّه قال :
من زعم أنّ الله فوق العرش فقد صيّر الله محمولا ولزمه أنّ الشيء الّذي يحمله أقوى منه. ومن زعم أنّ الله في شيء ، أو على شيء ، أو يخلو منه شيء ، أو يشغل به شيء فقد وصفه بصفة المخلوقين ؛ والله خالق كلّ شيء ، لا يقاس بالقياس ، ولا يشبه بالناس ، لا يخلو منه مكان ، ولا يشتغل به مكان (٢٥).
ويستشهدون بقول الإمام علي (ع):
إنّ الله لا ينزل ، ولا يحتاج أن ينزل ؛ وإنّما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص وزيادة ، وكلّ متحرّك يحتاج إلى من يحرّكه أو يتحرّك به ، فاحذروا في صفاته من أن تقضوا له على حدّ تحدّونه بنقص أو زيادة ، أو تحريك أو تحرّك ، أو زوال أو استنزال ، أو نهوض أو قعود(٢٦).
وقال الراوي للإمام عليّ بن موسى الرضا (ع) :
__________________
(٢٥) الكافي ، الجزء الأول ، كتاب التوحيد ، باب العرش والكرسي ، ح ٧ ، وباب الحركة والانتقال ، ح ٣ و ٩. والتوحيد للشيخ الصدوق ، باب نفي المكان والزمان والحركة عنه تعالى ، ح ٩ و ١٠ و ١٢ ، وباب (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) ح ١١ ، وباب معنى (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) ح ٥ و ٦ و ٧ و ٨. البحار للمجلسي ، ط. الجديدة ، كتاب التوحيد ، باب نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتّحاد ، ح ٢٣ ، ٣ / ٨٧.
(٢٦) الكافي ، كتاب التوحيد ، باب الحركة والانتقال ، ح ١. والتوحيد للصدوق ، باب نفي المكان والزمان والحركة عنه تعالى ، ح ١٨. والبحار للمجلسي ، كتاب التوحيد ، باب نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى ح ٢٥ ، ٣ / ٣١١.