قول أبي بكر.
ولمّا كان قول الصحابيّين يسوء ذكره بعض الناس حذف قولهما من رواية ابن هشام والطبري ومسلم ، ومن أجل هذا النوع من الكتمان ، أصبحت هذه الكتب من أوثق الكتب بمدرسة الخلفاء.
وأصبح صحيح البخاري الّذي لم يذكر شيئا من هذا الخبر ؛ مبهما وغير مبهم أكثر اشتهارا بالصحّة والوثاقة من جميع الكتب.
* * *
إنّ الطبري وابن كثير أبدلا من حديث الرسول (ص) «وصيّي وخليفتي» ب [كذا وكذا] لأنّ هذا الخبر ينبّه العامة إلى حقّ الإمام عليّ في الحكم ، ولا يحسن انتشاره.
وأبدل البخاري قول عبد الرحمن ب (شيئا) ، لأنّ قول عبد الرحمن كان يسوء الخلفاء : معاوية ويزيد ومروان ، وينبّه العامة على ما لا ينبغي أن يتنبهوا إليه.
وأبدل قول أبي بكر وعمر في جواب رسول الله (ص) في كلّ من سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري ، وحذف من رواية صحيح مسلم ، لما فيه ما لا يزين الخليفتين أبا بكر وعمر ، وكلّهم حذف بعض الخبر وأبهم في القول.
وهذا النوع من الكتمان كثير عند علماء مدرسة الخلافة.
ب ـ حذف تمام الخبر من سيرة الصّحابة مع الإشارة إلى الحذف
ومن أنواع الكتمان عندهم ما فعلوه بمكاتبات جرت بين محمّد بن أبي بكر ومعاوية ، فقد وجدنا في كتاب صفّين لنصر بن مزاحم (ت : ٢١٢ ه) ومروج الذهب للمسعودي (ت : ٣٤٦ ه) تفصيل كتاب محمّد بن أبي بكر لمعاوية وفيه ذكر فضائل الإمام عليّ بما فيها أنه وصيّ النبيّ ، واعتراف معاوية