قال الذهبي (ت : ٧٤٨ ه) [لعلّ ...]. وجاء بعده ابن كثير (ت : ٧٧٤ ه) وقال :
(وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه).
وهذا نصّ كلامه (٤) في الرواية الّتي وردت في شأن معاوية ، في صحيح مسلم ، باب (من لعنه النبيّ أو سبّه ، جعله الله له زكاة وطهورا) من كتاب البرّ والصلة ، عن ابن عباس قال :
كنت ألعب مع الصّبيان فجاء رسول الله (ص) فتواريت خلف باب ، قال : فجاء فخطاني خطاة وقال : «اذهب وادع لي معاوية». قال : فجئت فقلت : هو يأكل. قال: ثمّ قال لي : «اذهب فادع لي معاوية». قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : «لا أشبع الله بطنه» (٥). كان هذا لفظ مسلم.
وأورد الحديث ابن كثير في تاريخه وزاد على كلام رسول الله (ص) بعد قوله : «اذهب وادع لي معاوية» جملة : (وكان يكتب الوحي) وهذا لفظ ابن كثير :
(عن ابن عباس ، قال : كنت ألعب مع الغلمان فإذا رسول الله (ص) قد جاء ، فقلت : ما جاء إلّا إليّ ، فاختبأت على باب فجاءني فخطاني خطاة أو خطاتين ، ثمّ قال : اذهب فادع لي معاوية ـ وكان يكتب الوحي ـ قال : فذهبت فدعوته له ، فقيل : إنّه يأكل. فأتيت رسول الله (ص) فقلت : إنّه يأكل ، فقال : اذهب فادعه ، فأتيته الثانية فقيل : إنّه يأكل ، فأخبرته ، فقال في الثالثة : لا أشبع الله بطنه. قال : فما شبع بعدها. وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه ، أمّا في دنياه ، فإنّه لمّا صار إلى الشام أميرا(٦) كان يأكل
__________________
(٤) البداية والنهاية ، ٨ / ١١٩.
(٥) صحيح مسلم ، كتاب البر والصلة ، ح ٩٦ ، ص ٢٠١٠.
وخطاني : ضربني باليد المبسوطة بين الكتفين.
(٦) وهذه الإضافة الى آخرها من كلام ابن كثير.