يوم القيامة».
أشعر ـ وأنا أكتب هذا ـ بمثل طعن المدى في قلبي لعظم ما نسب إلى رسول الله (ص)!! يروون هذا الحديث في مقابل قول الله سبحانه وتعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وينبغي دراسة هذا الحديث في الصنف الثامن من أنواع الكتمان : (وضع الروايات المختلقة بدلا من الروايات الصحيحة) ، فإنّها نسبت إلى رسول الله (ص) في مقابل ما تواتر عند جميع المسلمين من سيرة رسول الله الصحيحة في باب سموّ أخلاقه الكريمة ، وإنّما رويت أمثال هذه الرواية عن رسول الله (ص) لكتمان ما مرّ بنا من رواية أمّ المؤمنين عائشة أنّ رسول الله (ص) لعن الحكم بن أبي العاص والد الخليفة الأموي مروان ، وكتمان ما تواترت روايته عن رسول الله (ص) في حقّ الخليفة معاوية الّتي أوّلها ابن كثير إلى ما فيه مدح معاوية ؛ وبما أنّا قد ناقشنا هذه الأحاديث في الجزء الثاني من كتاب (أحاديث أمّ المؤمنين عائشة) والثالث من (أثر الأئمة في إحياء السنة) ، فلا نعيد تلك البحوث في هذا الكتاب.
* * *
عود على بدء
نعود إلى بحث تأويل معنى الرواية من أصناف الكتمان ونقول :
وكان من هذا الباب من التأويل وما يأتي بحثه (٨) في خبر درء سعد بن أبي وقاص حدّ شرب الخمر عن أبي محجن ، وتمحل ابن فتحون وابن حجر في تأويل قول سعد لأبي محجن: (والله لا نجلدك على الخمر). وسيأتي في بحث نصّ رسول الله (ص) على أنّ عدد الأئمة الخلفاء بعده اثنا عشر ، كيف ارتبكوا في تأويله عند ما رأوا أنه لا يصدق على غير الأئمة الاثني
__________________
(٨) في بحث انتشار أحاديث سيف ... في الصنف العاشر من أصناف الكتمان.