عشر من آل رسول الله (ص). وأوّل كلّ واحد من العلماء الحديث على غير الأئمة الاثني عشر من آل الرسول (ص) بما لم يرض به العالم الآخر ونقضه.
ومن هذا الباب من الكتمان ما فعله الطبراني بالحديث الآتي كما في مجمع الزوائد(٩).
(عن سلمان ، قال : قلت : يا رسول الله ، إنّ لكلّ نبيّ وصيّا ، فمن وصيّك؟ فسكت عنّي ، فلمّا كان بعد رآني فقال : يا سلمان فأسرعت إليه قلت : لبّيك ، قال : «تعلم من وصيّ موسى؟» قلت : نعم : يوشع بن نون ، قال : «لم؟» قلت : لأنّه كان أعلمهم يومئذ ، قال : «فإنّ وصيّي وموضع سرّي وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب». رواه الطبراني وقال : وصيّي : أنه أوصاه بأهله لا بالخلافة).
انتهى ما نقله الهيثمي عن الطبراني في مجمع الزوائد.
دراسة للحديث النبويّ الشريف ونظرة تأمّل في تأويل الطبراني إيّاه
لمعرفة مدى صحّة تأويل الطبرانيّ للحديث الشريف ندرس ثلاثة جوانب من الحديث : السائل ، والسؤال ، وحكمة النبيّ في الجواب.
السائل هو : سلمان الفارسيّ نسبا ، ولم يكن من بني عبد المطّلب أو أقرباء أزواج الرّسول أو أصهاره ليعنيه من يخلفه الرسول على أهله وإنّما كان ممّن عاشر رهبان النصارى وعلماءهم قبل أن يسلم على يدي الرسول (ص) ، وأخذ منهم علم الأمم السابقة وأخبار أنبيائها وأوصيائها ، ومن ثمّ قال للرسول (ص) : (إنّ لكل نبيّ وصيّا فمن وصيّك؟). فهو إذن يسأل عن وصيّ النبيّ على شريعته ووليّ عهده في أمّته ، ولم يقل له انّ ربّ كلّ عائلة يعيّن وصيّا فمن وصيّك من بعدك؟ ليفهم منه أنّه يسأل عن خليفته على أهله.
__________________
(٩) مجمع الزوائد ، ٩ / ١١٣ ـ ١١٤.