سيرته من روايات سيرة الرسول (ص) وقال في ذكر منهجه بأول الكتاب :
(وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب ... وأشياء يشنع الحديث به وبعض يسوء الناس ذكره ...).
وكان ممّا حذفه ابن هشام من سيرة ابن إسحاق (ممّا يسوء الناس ذكره) خبر دعوة الرسول بني عبد المطّلب عند ما أوحى الله إليه : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) فقد روى الطبري في تاريخه عن ابن إسحاق بسنده أنّ رسول الله (ص) قال في دعوته لبني عبد المطّلب :
«فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟» فأحجم القوم عنها جميعا. وقال عليّ بن أبي طالب :
أنا يا نبيّ الله ، أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ـ رقبة عليّ بن أبي طالب ـ ثمّ قال:
«إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا».
قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع
__________________
ـ وهذبها ...).
وقال السيوطي في بغية الوعاة ، ص ٣١٥ : (مهذب السيرة النبوية ، سمعها من زياد البكائي صاحب ابن اسحاق ونقّحها ...).
قصدوا من هذّبها ونقّحها ؛ أنه حذف من سيرة ابن إسحاق ما كان مخالفا لمصلحة السلطة الحاكمة.
توفي بمصر سنة ٢١٨ أو ٢١٣ ه.
والبكائي : هو زياد بن عبد الله بن طفيل البكائي العامري (ت : ١٨٣ ه).
وابن إسحاق : هو أبو عبد الله أو أبو بكر محمّد بن إسحاق بن يسار المطلبي ولاء ، كتب السيرة بأمر الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور لابنه الخليفة المهديّ. توفي سنة ١٥١ أو ١٥٢ أو ١٥٤ ه.
أوردنا هذه التراجم من مقدمة محمد حسين هيكل على سيرة ابن هشام ، ط. القاهرة سنة ١٣٥٦ ه ، ورجعنا إلى هذه الطبعة في ما أوردناه في المتن.