ز ـ تضعيف الروايات ورواة سنّة الرّسول (ص)
والكتب الّتي تنتقص السلطان وقتل المخالفين أحيانا
لا يستطيع الباحث أن يحصي عمل العلماء في تضعيف الراوي والكتاب اللّذين ينتقصان السلطان ، وكذلك تضعيفهم الروايات الّتي فيها انتقاص لمقام السلطة من خليفة ووال وأمير وأحيانا تقتل العامّة العالم المخالف لهذا الاتّجاه ، وكي لا يطول البحث في هذا الصنف من الكتمان نقتصر على ذكر أربعة أمثلة منه في ما يأتي :
١ ـ انتقاص من يذكر الوصيّة
قال ابن كثير ما موجزه :
(وأمّا ما يغترّ به كثير من جهلة الشيعة والقصاص الأغبياء ، من أنّه أوصى إلى عليّ بالخلافة ، فكذب وبهت وافتراء ، يلزم منه خطأ كبير من تخوين الصحابة وممالأتهم بعده على ترك إنفاذ وصيّته ـ إلى قوله ـ : وما قد يقصّه بعض القصاص من العوام وغيرهم في الأسواق وغيرها من الوصيّة لعليّ في الآداب والأخلاق ... كلّ ذلك من الهذيانات ، فلا أصل لشيء منه بل هو اختلاق بعض السفلة الجهلة ولا يعول على ذلك ولا يغترّ به إلّا غبيّ عيي) (٢١).
هكذا تكلّم ابن كثير بتوتر عصبي شديد من عناء هذه المشكلة ، ولنر من هم الّذين اغترّ بهم جهلة الشيعة والقصّاص الأغبياء. إنّهم كلّ من الأشخاص الآتية أسماؤهم :
أولا ـ من الصحابة :
أ ـ الإمام علي بن أبي طالب المهاجري.
__________________
(٢١) البداية والنهاية ٧ / ٢٢٤.