فيه عن أحمد بن حنبل ، فأنكروا عليه ذلك ، فقال : دخلت دمشق والمنحرف عن عليّ بها كثير ، فصنّفت كتاب الخصائص رجوت أن يهديهم الله بهذا الكتاب ، فقيل له : ألا تخرج فضائل معاوية؟ فقال : أيّ شيء أخرج؟ حديث اللهمّ لا تشبع بطنه؟ فسكت السائل ، وسئل ـ أيضا ـ عن معاوية وما جاء من فضائله ، فقال : ألا يرضى رأسا برأس حتّى يفضل ، فما زالوا يدفعون في خصييه وداسوه حتى أخرج من المسجد وحمل إلى الرملة.
قال الحافظ أبو نعيم : مات بسبب ذلك الدوس وهو منقول.
وقال الدار قطني : امتحن بدمشق وأدرك الشهادة. وكان ذلك سنة ٣٠٣ ه.
* * *
ولا ينحصر من أوذي وقتل في سبيل نشر سنّة الرسول (ص) بالنسائي وحده ، فقد لاقى الصحابيّ أبو ذرّ أيضا كما سيأتي ذكره بعيد هذا في بقية بحوث كتمان سنّة الرسول (ص) وقتل عدد غير قليل من العلماء ، ترجم بعضهم العلامة الحبر الأميني في كتابه ، شهداء الفضيلة.
ومن يجرؤ مع هذه الحالة أن يروي النصوص الواردة عن رسول الله (ص) في فضائل آله فضلا عن ذكر النصوص الواردة في حقّ آله في الحكم.
ألا يحقّ لابن كثير ، إذا كان يريد أن يداري من يطالب العلماء بإيراد فضائل معاوية أن يؤوّل ما فيه انتقاص لمعاوية إلى ما فيه له فضيلة في الدنيا والآخرة!!!
وكيف يتيسّر نشر سنّة الرسول (ص) مع هذه الحالة!؟
* * *
ذكرنا شيئا من مصير من يخالف مدرسة الخلفاء ويروي أو يكتب من سنّة الرسول (ص) ما يخالف مصلحة الخلفاء ، وفي ما يأتي نشير إلى مصير