بكتاب ليس لنا فيه فضل تعرّف أهل الشام أمورا لا نريد أن يعرفوها ، قال سليمان : فلذلك أمرت بتحريق ما نسخته حتّى أستطلع رأي أمير المؤمنين ، فصوّب رأيه.
* * *
هكذا يأمر خلفاء المسلمين وأولياء عهدهم بإحراق كتب سنّة الرسول (ص) لئلّا يعرف المسلمون ما يخالف مصالح السّلطة ، وقد فعلت أكثر من ذلك حين أحرقت مكتبات فيها من كتب سنّة الرسول (ص) ما يخالف اتّجاهها نظير ما يأتي بيانه :
إحراق مكتبة إسلاميّة ببغداد
قال ابن كثير (٢٨) في ذكر حوادث سنة ٤١٦ ه بترجمة سابور بن أردشير : كان كثير الخير سليم الخاطر إذا سمع المؤذّن لا يشغله شيء عن الصّلاة ، وقد وقّف دارا للعلم في سنة ٣٨١ ه وجعل فيها كتبا كثيرة جدّا ، ووقّف عليها غلّة كبيرة ، فبقيت سبعين سنة ثمّ أحرقت عند مجيء طغرل في سنة ٤٥٠ ه وكانت في محلّة بين السورين.
وقال الحموي بترجمة بين السورين في معجم البلدان :
بين السورين ، اسم لمحلّة كبيرة كانت بالكرخ وبها كانت خزانة الكتب الّتي وقفها وزير بهاء الدولة ، ولم يكن في الدنيا أحسن كتبا منها كانت كلّها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحرّرة واحترقت في ما أحرق من محال الكرخ عند ورود طغرل بك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد.
وقال ابن كثير (٢٩) ـ أيضا ـ بترجمة الشيخ أبي جعفر الطوسي ، من
__________________
(٢٨) البداية والنهاية ١٢ / ١٩.
(٢٩) نفس المصدر ١٢ / ٩٧.