بمدرسة الخلفاء ، ويوجد نظير هذا الحذف في سيرة الرسول (ص) وسنشير إلى شيء منه في الصنف العاشر من أصناف الكتمان الآتي بحثه بعد هذا.
ي ـ وضع الروايات والأخبار المختلقة بدلا من الروايات الصحيحة
من أنواع الكتمان بمدرسة الخلفاء ، وضع الأخبار المختلقة ونشر الروايات المختلقة بدلا من الروايات الصحيحة. وإليك مثالا واحدا منها :
روى الطبري في تاريخه خبر أبي ذرّ وقال :
(وفي هذه السنة أعني سنة ثلاثين كان ما ذكر من أمر أبي ذرّ ومعاوية وإشخاص معاوية إيّاه من الشام إلى المدينة ، وقد ذكر في سبب ذلك أمور كثيرة ، كرهت ذكر أكثرها. فأمّا العاذرون معاوية في ذلك فإنّهم ذكروا في ذلك قصّة كتب إليّ بها السريّ يذكر أنّ شعيبا حدّثه سيف ....) الحديث.
وتبعه ابن الأثير وقال ـ أيضا ـ في ذكره حوادث سنة ٣٠ من الهجرة :
(وفي هذه السنة كان ما ذكر من أمر أبي ذرّ وإشخاص معاوية إيّاه من الشام إلى المدينة ، وقد ذكر في سبب ذلك أمور كثيرة من سبّ معاوية إيّاه وتهديده بالقتل وحمله إلى المدينة من الشام بغير وطاء ونفيه من المدينة على الوجه الشنيع لا يصلح النقل به ...).
فمن هو سيف هذا الذي أورد الطبري القصّة الّتي رواها في خبر أبي ذرّ ، وتمسّك بها العاذرون معاوية؟ وما هو نوع أخباره ورواياته؟
هو سيف بن عمر التميمي (توفّي حدود سنة ١٧٠ ه) روى أخبارا عن عصر الرسول (ص) والسقيفة وبيعة أبي بكر وحروب الردّة والفتوح وحرب الجمل.
وصفه علماء الرجال وقالوا في نعته :