كان منهمكا في الشراب ـ إلى قوله ـ : وأنكر ابن فتحون على من روى أنّ سعدا أبطل عنه الحدّ وقال : [لا يظنّ هذا بسعد] ثمّ قال : [لكن له وجه حسن] ولم يذكره وكأنّه أراد بقوله لا يجلده في الخمر بشرط أضمره وهو : إن ثبت عليه أنه يشربها ، فوفّقه الله أن تاب توبة نصوحا فلم يعد إليها ...) (٣٩).
* * *
هكذا يبحث أتباع مدرسة الخلفاء عمّا يرفع النقد عن الكبراء وهم الخلفاء والولاة وذووهم من الخلفاء الأوائل حتّى معاوية ومروان بن الحكم ويزيد بن معاوية وولاتهم الّذين يسمّونهم الكبراء أو كبراء الصّحابة والتابعين. وبما أنّ سيف بن عمر الزنديق عرف من أين تؤكل الكتف ، فقد وضع روايات موافقة لرغبات جميع الطبقات بمدرسة الخلفاء مدى العصور ، وطلا رواياته بطلاء الدفاع عن الخلفاء وذويهم في ما انتقدوا عليه ونشر فضائلهم.
وتحت هذا الغطاء السميك استطاع أن يخفي أهدافه في الطعن بالإسلام والإضرار به ونشر الخرافات الضارّة بالعقائد الإسلامية بين المسلمين ، وكذلك استطاع أن ينشر ويذيع بين الناس أنّ الإسلام انتشر بحدّ السيف.
استطاع سيف أن يصل إلى كلّ أهدافه في ما اختلق بدافع زندقته. وسنورد أمثلة ممّا ذكرنا في ما يأتي.
ومن أمثلة نشره الخرافات الضارّة بالعقيدة الإسلامية ما رواه في خبر الأسود العنسي المتنبي وخبر مناجاة كسرى مع الرسول (ص) عند الله كالآتي.
__________________
(٣٩) الإصابة ٤ / ١٧٣ ـ ١٧٥.