له : لو أنّك قتلت أهل الأرض لم تجر دماؤهم إنّ الدماء لا تزيد على أن ترقرق منذ نهيت عن السيلان ونهيت الأرض عن نشف الدماء ، فأرسل عليها الماء ، تبرّ بيمينك ، وقد كان صدّ الماء عن النهر فأعاده فجرى دما عبيطا فسمّى نهر الدم لذلك الشأن إلى اليوم. وقال آخرون منهم بشير بن الخصاصية وبلغنا أنّ الأرض لما نشفت دم ابن آدم نهيت عن نشف الدماء ونهي الدم عن السيلان إلّا مقدار برده.
وقال : كانت على النهر أرحاء فطحنت بالماء وهو أحمر قوت العسكر ثمانية عشر ألفا أو يزيدون ثلاثة أيام ....
وقال بعده في خبر هدم مدينة أمغيشيا :
لمّا فرغ خالد من وقعة أليس ، نهض فأتى أمغيشيا وقد أعجلهم عمّا فيها وقد جلا أهلها وتفرقوا في السواد ، فأمر خالد بهدم أمغيشيا وكلّ شيء كان في حيزها ، وكانت مصرا كالحيرة ، وكانت أليس من مسالحها ، فأصابوا فيها ما لم يصيبوا مثله قطّ.
اختلق سيف جميع هذه الأخبار بتفاصيلها مع رواتها ولنتأمّل في ما وضع واختلق في الخبرين.
نظرة تأمل في رواية سيف عن أليس ومدينة أمغيشيا
قال سيف :
في وقعة أليس آلى خالد أن يجري نهرهم بدمائهم ، فلمّا غلب غيّر مجرى الماء من نهرهم واستأسر فلول الجيش الفارسي والمدنيين من أهل الأرياف من كلّ جوانب أليس مسافة يومين وأقبلت الخيول بهم أفواجا مستأسرين وو كلّ بهم رجالا يضربون أعناقهم على النهر يوما وليلة ، والدم ينشف فقال له القعقاع ـ الصحابي الذي اختلقه سيف ـ وأشباه له : لو قتلت