أهل الأرض لم تجر دماؤهم ، أرسل عليها الماء تبرّ يمينك ، فأرسل عليها الماء فأعاده فجرى النهر دما عبيطا فسمّي نهر الدم لذلك إلى اليوم. ثمّ قال : ذهب خالد إلى أمغيشيا وكانت مصرا كالحيرة فأمر بهدم أمغيشيا وكلّ شيء كان في حيزها وبلغ عدد قتلاهم سبعين ألفا.
* * *
أمّا هدم مدينة أمغيشيا الّتي اختلق سيف المدينة وحيّزها وخبر هدمها ، فقد كان له نظير في التاريخ من قبل طغاة مثل هولاكو وجنكيز وكذلك قتل الأسرى ، غير أنّ سيفا نسب إلى خالد ما لم يجر له نظير في تاريخ الحروب وهو أنه أجرى نهرهم بدمائهم ، وأنّه لذلك سمّي نهرهم بنهر الدم إلى اليوم.
اختلق سيف كلّ هذه الأخبار واختلق أخبار معارك الثني والمذار والمقر وفم فرات بادقلى وحرب المصيخ وقتلهم الكفّار يوم ذاك حتّى امتلأ الفضاء من قتلاهم ، فما شبهوهم إلّا بغنم مصرّعة وكذلك معركة الزميل والفراض وقتل مائة ألف من الروم فيها.
اختلق سيف جميع أخبار هذه الحروب ونظائرها وانتشرت في تواريخ الطبري وابن الأثير وابن كثير وابن خلدون وغيرهم ، ولا حقيقة لواحدة منها ، وقد ناقشنا أخبارها وأسانيدها في بحث (انتشار الإسلام بالسيف والدم في حديث سيف) من كتاب (عبد الله بن سبأ) الجزء الثاني.
ألا يحقّ لخصوم الإسلام مع هذا التاريخ المزيّف أن يقولوا : (إنّ الإسلام انتشر بحدّ السيف)!؟
وهل يشكّ أحد بعد هذا في هدف سيف من وضع هذا التاريخ وما نواه من سوء للإسلام؟! وما الدافع لسيف إلى كلّ هذا الدّس والوضع إن لم تكن الزندقة الّتي وصفه العلماء بها!؟
وأخيرا هل خفي كلّ هذا الكذب والافتراء على إمام المؤرخين الطبري؟