وأنّه ينبغي السعي في إنهاء الحياة لإنقاذ النور من سجنه (٤٥).
ومهما يكن من أمر ، فإنّ بضاعة سيف المزجاة إنّما راجت لأنّه طلاها بطلاء من مناقب الكبراء ، وإنّ حرص هؤلاء على نشر فضائل ذوي السلطة والدفاع عنهم أدّى بهم إلى نشر ما في ظاهره فضيلة لهم وإن لم تكن لهم في واقعه فضيلة!
والأنكى من ذلك أنّ سيفا لم يكتف باختلاق روايات في ظاهرها مناقب للصحابة من ذوي السلطة ويدسّ فيها ما شاء لهدم الإسلام ، بل اختلق صحابة للرسول (ص) لم يخلقهم الله! ووضع لهم ما شاء من كرامات وفتوح وشعر ومناقب كما شاء! وذلك معرفة منه بأنّ هؤلاء يتمسّكون بكلّ ما فيه مناقب لأصحاب الحكم كيف ما كان ، فوضع واختلق ما شاء لهدم الإسلام! اعتمادا منه على هذا الخلق عند هؤلاء! وضحكا منه على ذقون المسلمين! ولم يخيّب هؤلاء ظنّ سيف ، وإنّما روّجوا مفترياته زهاء ثلاثة عشر قرنا!
* * *
أوردنا إلى هنا أمثلة ممّا اختلقه سيف للطّعن بالإسلام وأطره بإطار مناقب كبراء الصحابة والتابعين أي ذوي السلطة منهم ، وفي ما يأتي ندرس أمثلة أخرى منها ممّا أطره بإطار حلّ معضلة مدرسة الخلافة مدى القرون ، كما سيأتي بيانها.
كانت شهرة الإمام عليّ (ع) بالوصيّ
معضلة مدرسة الخلافة مدى القرون
رأينا في ما مرّ بنا كيف دارت المعركة الكلامية بين المدرستين حول نصّ
__________________
(٤٥) راجع بحث الزندقة والزنادقة من البحوث التمهيدية في الجزء الأوّل من (خمسون ومائة صحابيّ مختلق).