وجلب رءوسهم إلى عاصمته وقضى على جلّهم بالسّمّ وانتصر عليهم.
إذا كانت شهرة الإمام عليّ (ع) بالوصيّة هي معضلة مدرسة الخلفاء مدى القرون ، فكيف حلّ سيف هذه المعضلة؟
سيف يضع حلّا لمعضلة مدرسة الخلفاء
مرّ بنا كيف كانت مدرسة الخلفاء تعمد إلى كتمان كلّ ما فيه ذكر للوصيّة حذفا وتحريفا وطعنا على رواة الحديث والمحتجّين به ، وتأويلا للنصوص الصريحة للوصيّة ، ولم يبلغ أحدهم شأو سيف في ما وضع من حلّ لهذه المشكلة العويصة بتحريفه الحقائق إلى ما يناقضها في ما اختلقه من روايات نذكرها في ما يأتي :
أ ـ روى الطبري (٤٦) في أول أخبار سنة خمس وثلاثين للهجرة الرواية الآتية :
(عن سيف ، عن عطية ، عن يزيد الفقعسي ، قال : كان عبد الله بن سبأ يهوديّا من أهل صنعاء ، أمّه سوداء ، فأسلم زمان عثمان ، ثمّ تنقّل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم ، فبدأ بالحجاز ثمّ البصرة ثمّ الكوفة ثمّ الشام. فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام ، فأخرجوه حتّى أتى مصر فاعتمر فيهم ، فقال لهم في ما يقول : لعجب ممّن يزعم أنّ عيسى يرجع ويكذب بأنّ محمّدا يرجع وقد قال الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) فمحمّد أحقّ بالرجوع من عيسى ، قال : فقبل ذلك عنه فوضع لهم الرجعة فتكلّموا فيها ، ثمّ قال لهم بعد ذلك : إنّه كان ألف نبيّ ولكلّ نبيّ وصيّ ، وكان عليّ وصيّ محمّد. ثمّ قال : محمّد خاتم الأنبياء ، وعليّ خاتم
__________________
(٤٦) تاريخ الطبري ، ط. أوربا ١ / ٢٩٤١ ـ ٢٩٤٤.