في سنة رسول الله (ص) وسيرته وحديثه بمقتضى زندقته ما شاء ، ولذلك ـ أيضا ـ انتشرت رواياته في أكثر من سبعين مصدرا من مصادر الدراسات الإسلامية زهاء ثلاثة عشر قرنا.
إنّ سيف بن عمر أدخل في سنّة رسول الله (ص) حديثا وسيرة ما اختلقه ودرسناه في أبواب «رسل النبيّ (ص)» و «عمال رسول الله (ص)» و «الوافدون على رسول الله (ص)» و «ربيب رسول الله (ص)» من كتاب (خمسون ومائة صحابيّ مختلق) وكتابنا (رواة مختلقون) وقد مرّ بنا في ما سبق كيف حرّف سيف حديث رسول الله (ص) في حقّ عمّار.
كان هذا رأينا في سيف ونظائره مثل أبي الحسن البكري مؤلف كتاب «الأنوار» الّذي أدخل أحاديث خرافية في كتاب : سيرة النبيّ (ص) المختار وغيره من كتبه ، ومثل كعب الأحبار الّذي أدخل الإسرائيليّات في مصادر الدراسات الإسلاميّة ، وقد درسنا أخبارهم وآثارهم في سلسلة (أثر الائمة في إحياء السنّة). كان هذا شأن هؤلاء عندنا.
أمّا البخاري وصحيحه ، وابن هشام وسيرته ، والطبري وتاريخه ، وأمثالهم من العلماء الّذين ناقشنا أسلوبهم ، فلهم عندنا شأن آخر فإنّهم وإن كانوا ينتقدون في شيء من أسلوبهم ، فإنّهم مع ذلك قد أوردوا في كتبهم الكثير من سنة رسول الله (ص) الصحيحة سيرة وحديثا ممّا نعتمدها ونرويها عنهم ، وكذلك دأب علماء مدرسة أهل البيت مع من يرون خطأ في عمله العلمي ، فإنّهم عندئذ ينتقدون أسلوبه أشدّ الانتقاد رغم أنّهم يجلّونه ويحترمونه ويأخذون منه غير الّذي انتقدوه فيه ، وهذا معنى عدم تقليدهم لمن تقدّمهم من العلماء لا في الأحكام الفقهية ولا في دراية الحديث ، إنّ علماء مدرسة أهل البيت يضعّفون الحديث الضعيف في أصول الكافي وصحيح