النّاس إلى أبي بكر ، ولم يجدا أجوبة أسئلتهما عنده ، أرسلوا إلى الإمام علي ، فحضر وأجاب عن أسئلتهما ، فقالا : أنت وصيّ خاتم الأنبياء ، وأسلما. وخبر آخرين من أهل الكتاب جاءوا على عهد عمر وجرى لهم مع عمر وعليّ مثل ما سبق ذكره على عهد أبي بكر ، وقد مرّ بنا في ما سبق سؤال كعب الأحبار من الخليفة عمر عن أشياء من أحوال رسول الله (ص) وإحالة عمر إيّاه إلى عليّ بن أبي طالب ، واستمرّت أمثال هذه المراجعات من أهل الكتاب وإسلامهم إلى عصور متأخّرة ، فقد قال ابن كثير في تاريخه (٦٩) ـ بعد ما نقل من التوراة : أنّ الله بشّر إبراهيم بإسماعيل وأنّه ينمّيه ويجعل من ذرّيّته اثني عشر عظيما ، ونقل عن ابن تيمية أنّه قال : (وهؤلاء المبشّر بهم في حديث جابر بن سمرة ، ولا تقوم الساعة حتّى يوجدوا.
قال : وغلط كثير ممّن تشرّف بالإسلام من اليهود ، فظنّوا أنّهم الّذين تدعو إليهم فرقة
الرافضة فاتّبعوهم).
يا ترى ما هي أخبار الكثير من اليهود الّذين تشرّفوا بالإسلام واتّبعوا الرافضة إنّ العلماء ارتأوا ما قاله الطبري : (لا يحتمل سماعها العامة) فأسقطوا أخبار أهل الكتاب الّذين أسلموا واتّبعوا الرافضة جملة وتفصيلا.
عدد الأخبار والروايات والنصوص الّتي أسقطوها
إذا قارنّا ما رواه ابن كثير في تاريخه من الحديث عن رسول الله (ص) في أمر الخوارج الّذين قاتلهم الإمام علي (ع) في النهروان والّذي بلغ سبع عشرة صفحة من كتابه مع النزر اليسير من روايات رسول الله (ص) الّتي بقيت في
__________________
(٦٩) ٦ / ٢٥٠.