«يا أيّها الناس ، إنّ الله أرسلني إليكم برسالة ، وإنّي ضقت بها ذرعا ، مخافة أن تتّهموني وتكذّبوني ، حتّى عاتبني ربّي فيها بوعيد أنزله عليّ ...» (١٤).
وروى الحسكاني وابن عساكر :
عن أبي هريرة : أنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) ـ في عليّ بن أبي طالب ـ (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ...) (١٥).
قصد أبو هريرة أنّ المقصود أن يبلّغ ما نزل في عليّ.
روى الحسكاني :
(عن عبد الله بن أبي أوفى ، قال : سمعت رسول الله (ص) يقول يوم غدير خمّ وتلا هذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ...) ثمّ رفع يديه حتّى يرى بياض إبطيه ، ثمّ قال : «ألا من كنت مولاه ...») (١٦).
وروى الواحدي في أسباب النزول والسيوطي في الدّرّ المنثور عن أبي سعيد الخدري قال :
نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب :
(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...) (١٧).
__________________
(١٤) شواهد التنزيل للحسكاني ١ / ١٩٢ ـ ١٩٣ ، وفي ص ١٨٩ منه نزول الآية فقط.
(١٥) شواهد التنزيل للحسكاني ١ / ١٨٧ ، ورواها ابن عساكر بترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق بطرق كثيرة في الحديث ٤٥٢.
(١٦) الحسكاني ١ / ١٩٠.
وعبد الله بن أبي أوفى : علقمة بن خالد الحارث الأسلمي. صحابيّ شهد الحديبية ، وعمّر بعد النبيّ (ص) ، مات سنة ستّ أو سبع وثمانين ، وهو آخر من مات بالكوفة من الصحابة. وأخرج حديثه جميع أصحاب الصحاح. ترجمته بتقريب التهذيب ١ / ٤٠٢. وأسد الغابة ٣ / ١٢١.
(١٧) أسباب النزول ص : ١٣٥. والدرّ المنثور ٢ / ٢٩٨ ، وأراه هو الحديث المرقم ٢٤٤ من ـ