الشوك (٢٥) ونادى بالصلاة جامعة (٢٦) وعمد إليهنّ (٢٧) وظلّل لرسول الله (ص) بثوب على شجرة سمرة من الشمس (٢٨) ، فصلى الظهر بهجير (٢٩) ثمّ قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر ووعظ وقال ما شاء الله أن يقول ، ثمّ قال :
«إنّي أوشك ان ادعى فأجيب ، وإنّي مسئول وأنتم مسئولون ، فما ذا أنتم قائلون؟» قالوا :
نشهد أنّك بلّغت ونصحت فجزاك الله خيرا ؛ قال :
«أليس تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله وأنّ الجنّة حقّ وأنّ النار حقّ؟» قالوا :
بلى نشهد ذلك.
قال : «اللهمّ اشهد».
ثمّ قال : «ألا تسمعون؟».
قالوا : نعم.
قال : «يا أيّها الناس إنّي فرط وأنتم واردون عليّ الحوض وإن عرضه ما بين بصرى إلى صنعاء (٣٠) فيه عدد النجوم قدحان من فضّة ، وإنّي سائلكم عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما». فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله؟
قال : «كتاب الله ، طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به ،
__________________
(٢٥) مجمع الزوائد ٩ / ١٠٥ والسمر : نوع من الشجر ، وقمّ : كنس. وقريب منه لفظ ابن كثير ٥ / ٢٠٩.
(٢٦) مسند أحمد ٤ / ٢٨١. وسنن ابن ماجة باب فضل علي ، وتاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٩ ، و ٥ / ٢١٠.
(٢٧) مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣ ـ ١٦٥.
(٢٨) مسند أحمد ٤ / ٣٧٢. وابن كثير ٥ / ٢١٢.
(٢٩) مسند أحمد ٤ / ٢٨١ ، سنن ابن ماجة باب فضل علي. وابن كثير ٥ / ٢١٢.
(٣٠) كانت بصرى اسما لقرية بالقرب من دمشق ، وأخرى بالقرب من بغداد.