لا تضلّوا ولا تبدّلوا ؛ وعترتي أهل بيتي ، وقد نبّأني اللّطيف الخبير أنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، سألت ذلك لهما ربّي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهما فهم أعلم منكم» (٣١)
ثم قال : «ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟»
قالوا : بلى يا رسول الله! (٣٢)
قال : «ألستم تعلمون ـ أو تشهدون ـ أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا : بلى يا رسول الله (٣٣).
ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب بضبعيه فرفعها حتّى نظر الناس إلى بياض إبطيهما (٣٤) ، ثمّ قال :
«أيّها الناس! الله مولاي وأنا مولاكم (٣٥) ؛ فمن كنت مولاه ، فهذا عليّ مولاه (٣٦). اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه (٣٧) ، وانصر من نصره ، واخذل
__________________
(٣١) مجمع الزوائد ٩ / ١٦٢ ـ ١٦٣ و ١٦٥ ، وبعض ألفاظه في روايات الحاكم ٣ / ١٠٩ ـ ١١٠ ، وابن كثير ٥ / ٢٠٩.
(٣٢) مسند أحمد ١ / ١١٨ و ١١٩ ، ٤ / ٢٨١. وسنن ابن ماجة ١ / ٤٣ ح ١١٦ ، وورد (نعم) في مسند أحمد ٤ / ٢٨١ و ٣٦٨ و ٣٧٠ و ٣٧٢. وابن كثير ٥ / ٢٠٩ ، ولدى ابن كثير ٥ / ٢١٠ : (ألست أولى بكلّ امرئ من نفسه).
(٣٣) مسند أحمد ٤ / ٢٨١ و ٣٦٨ و ٣٧٠ و ٣٧٢ ، وابن كثير ٥ / ٢٠٩ و ٢١٢.
(٣٤) في رواية الحاكم الحسكاني ١ / ١٩٠ ، فرفع يديه حتّى يرى بياض إبطيه. وفي ص ١٩٣ منه : حتّى بان بياض إبطيهما. وضبعاه : الضّبع بسكون الباء : وسط العضد بلحمه. لسان العرب مادة : (ضبع).
(٣٥) الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ١٩١ ، وعند ابن كثير ٥ / ٢٠٩ : وأنا مولى كلّ مؤمن.
(٣٦) في جميع المصادر الّتي ذكرناها إلى هنا في جميع روايات الباب.
(٣٧) مسند أحمد ١ / ١١٨ و ١١٩ و ٤ / ٢٨١ و ٣٧٠ و ٣٧٢ و ٣٧٣ و ٥ / ٣٤٧ و ٣٧٠. ومستدرك الحاكم ٣ / ١٠٩. وسنن ابن ماجة ، باب فضل عليّ. والحاكم الحسكاني ١ / ١٩٠ و ١٩١. وتاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٩ و ٢١٠ ـ ٢١٣ ، وقال ابن كثير في ٥ / ٢٠٩ : فقلت لزيد :هل سمعته من رسول الله؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينه وسمعه بأذنيه. ثمّ قال ـ