(إنّ فقيرا من فقراء المسلمين دخل مسجد الرسول (ص) وسأل ، وكان عليّ راكعا في صلاة غير فريضة (٢) ، فأوجع قلب عليّ كلام السائل ، فأومأ بيده اليمنى إلى خلف ظهره ، وكان في إصبعه خاتم عقيق يماني أحمر يلبسه في الصلاة ، وأشار إلى السائل بنزعه ، فنزعه ودعا له ومضى فما خرج أحد من المسجد حتّى نزل جبرئيل (ع) بقول الله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ...) الآية (٣) ، فأنشأ حسّان بن ثابت يقول أبياتا منها قوله :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي |
|
وكلّ بطيء في الهدى ومسارع |
فأنت الّذي أعطيت إذ أنت راكع |
|
فدتك نفوس القوم يا خير راكع |
فأنزل فيك الله خير ولاية |
|
فأثبتها في محكمات الشرائع (٤) |
إيراد على دلالة الآية
أورد بعضهم على مفاد الروايات السابقة أنّ لفظ الآية : (الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) جمع ، فكيف يعبر بلفظ الجمع ويراد به الواحد وهو الإمام عليّ (ع)؟
قال المؤلف : توهّم من قال ذلك ، فإنّ الّذي لا يجوز إنّما هو استعمال اللّفظ المفرد وإرادة الجمع منه ، أمّا العكس فجائز وشائع في المحاورات ، وقد ورد نظائره في موارد متعدّدة في القرآن الكريم ، مثل التعابير الّتي وردت في سورة المنافقين :
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ
__________________
(٢) يستفاد ذلك من رواية أنس حيث قال : خرج النبيّ إلى صلاة الظهر فإذا هو بعلي يركع. ونظيرها رواية ابن عباس ، وكلتاهما في شواهد التنزيل ١ / ١٦٣ ـ ١٦٤.
(٣) إلى هنا أوردنا ملخّصه من شواهد التنزيل.
(٤) نقلا عن كفاية الطالب الباب ٦١ ص ٢٢٨ ، وبقية مصادر الحديث في تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٥٧.