لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) إلى قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) إلى قوله : (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) المنافقون / ١ ـ ٨.
قال الطبري في تفسير السورة :
إنّما عني بهذه الآيات كلّها عبد الله بن أبي سلول ... وأنزل الله فيه هذه السورة من أوّلها إلى آخرها ، وبالنحو الّذي قلنا ، قال أهل التأويل وجاءت الأخبار (٥).
وروى السيوطي بتفسير الآيات عن ابن عباس انّه قال :
وكلّ شيء أنزله في المنافقين ـ في هذه السورة ـ فإنما أراد عبد الله بن أبي (٦).
وموجز القصة كما نقلها أهل السير وورد في التفاسير :
(انّ أجير عمر بن الخطاب ، جهجاه الغفاري ، ازدحم بعد غزوة بني المصطلق مع سنان الجهني حليف بني الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني : يا معشر الأنصار! وصرخ جهجاه : يا معشر المهاجرين! فغضب عبد الله بن أبيّ ومعه رهط من قومه وفيهم زيد بن أرقم ، غلام حديث السنّ فقال : أقد فعلوها؟ قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا ، والله ما اعدّنا وجلابيب قريش هذه إلّا كما قال القائل : سمّن كلبك يأكلك! أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ ، ثمّ أقبل على من حضره من قومه ، فقال : هذا
__________________
(٥) تفسير الطبري ٢٨ / ٢٧٠.
(٦) تفسير السيوطي ٦ / ٢٢٣.