الأمّة بالقرآن الكريم.
قال سبحانه : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) الأنعام / ١٩.
ب ـ ما أوحي إلى الرسول معناه دون لفظه. وبلّغه الرسول بلفظه الشريف ، مثل تبليغه تفصيل أحكام الشرع.
وقال الله سبحانه : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) الشورى / ١٣.
إنّ الرسول (ص) عند ما يعيّن عدد ركعات الصلاة وأذكارها ، ويبيّن سائر أحكامها وسائر أحكام الشرع الإسلاميّ ، أو يبلّغ أنباء الأمم السابقة والغيوب الآتية في هذه الدنيا أو العالم الآخر ، إنّما يبلّغ ما أوحي إليه في غير القرآن الكريم (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) ويسمّى هذا النوع من التبليغ في هذه الأمّة بالحديث النبويّ الشريف.
* * *
حصرت الآيات السابقة وظيفة الرسول بالتبليغ ، وعلى هذا فإنّ الصفة المميّزة للرسول هي التبليغ ، وإذا قال الرسول عن شخص : «إنّه منّي» يعني إنّه منه في أمر التبليغ ولا نقول هذا اعتباطا ، بل قد وجدنا الرسول يصرّح بذلك في قسم من تلك الأحاديث ، مثل ما ورد في قصّة تبليغ آيات البراءة التالية :
قصّة تبليغ آيات البراءة
وردت قصّة تبليغ سورة البراءة في صحيح الترمذي وتفسير الطبري وخصائص النسائي ومستدرك الصحيحين وغيرها ، عن أنس وابن عباس