اللهم إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا ، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا. قال : فيسقون (١٩).
كان الاستشفاع بالعباس لأنّه عمّ رسول الله (ص) وليس لصفة أخرى فيه.
* * *
مع وجود هذه الأحاديث من سنّة الرسول (ص) لا ينبغي أن يكون ثمّت خلاف في مسألة صفات الأنبياء ، وخاصّة خاتم الرسل ، المذكورة وما فضّلهم الله بها وخصّهم على سائر الناس. وسنذكر في ما يأتي بعض ما نراه سببا للخلاف في صفات خاتم الرسل خاصّة.
منشأ الخلاف حول صفات رسول الله (ص)
مع صراحة النّصوص المتواترة المذكورة آنفا حول بعض صفات الأنبياء ، كيف نشأ الخلاف حولها؟
الجواب أنّا إذا أنعمنا النظر في روايات جمّة أخرى رويت في انتقاص شأن الأنبياء ، وانتشرت في كتب الحديث ، واللّاتي تنزّل منزلة الأنبياء عن مستوى سائر الناس ، وجدنا أنّها هي الّتي تكوّن للمعتقد بصحّتها رؤية خاصّة تناقض محتوى الأحاديث الآنفة. ولئلّا يطول بنا المقام ، نكتفي في ما يأتي بالإشارة إلى بعض ما روي بشأن خاتم الأنبياء وأفضل المرسلين (ص) ففيه كفاية لمن أراد أن يتدبّر ويتبصّر. منها :
١ ـ ما رواه البخاري في صحيحه وقال :
إنّ رسول الله (ص) قبل أن ينزل عليه الوحي قدّم إلى زيد بن عمرو بن
__________________
(١٩) صحيح البخاري ، كتاب الاستسقاء ، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا. وكتاب فضائل أصحاب النبي ، باب مناقب العبّاس بن عبد المطلب ، ٢ / ٢٠٠ و ١ / ١٢٤. وسنن البيهقي ، كتاب صلاة الاستسقاء ، باب الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه ، ٣ / ٣٥٢.