«أيّها الناس إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتّبعتموهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ...».
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (٥).
وقد ورد هذا الحديث بألفاظ أخرى في مسند أحمد وحلية الأولياء وغيرهما (٦) عن زيد بن ثابت.
* * *
في الحديث السابق أخبر الرسول في آخر سنة من حياته : أنّه بشر ، يوشك أن يأتيه رسول ربّه ، ويدعى فيجيب ويلتحق بربّه ، وقال : «إنّي تارك فيكم ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
قاله مرّة في عرفة ، وأخرى في غدير خمّ ، وهذا النصّ من رسول الله في تعيين مرجع الأمّة من بعده ، عمّ جميع الأئمة من عترته.
وفي الروايات التالية :
نصّ الرسول (ص) على عددهم :
حديث عدد الأئمة
أخبر الرسول أنّ عدد الأئمة الّذين يلون من بعده اثنا عشر ، كما روى عنه ذلك أصحاب الصحاح والمسانيد الآتية.
أ ـ روى مسلم عن جابر بن سمرة أنّه سمع النبيّ يقول :
__________________
(٥) مستدرك الصحيحين ٣ / ١٠٩ بطريقين ، وقريب منه ما في ٣ / ١٤٨.
(٦) مسند أحمد ٤ / ٣٦٧ و ٣٧١ و ٥ / ١٨١. وتاريخ بغداد للخطيب ٨ / ٤٤٢. وحلية الأولياء ١ / ٣٥٥ و ٩ / ٦٤. وأسد الغابة ٣ / ١٤٧. ومجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ١٦٣ و ١٦٤.