الأرض بأهلها».
ويدل هذا الحديث على تأبيد وجود الدين بامتداد الاثني عشر وأن بعدهم تموج الأرض.
وفي الحديث الثامن : حصر عددهم باثني عشر بقوله :
«يكون بعدي من الخلفاء عدّة أصحاب موسى».
ويدلّ هذا الحديث على أنّه لا خليفة بعد الرسول عدا الاثني عشر. وأنّ ألفاظ هذه الروايات المصرّحة بحصر عدد الخلفاء بالاثني عشر وأنّ بعدهم يكون الهرج وتموج الأرض وقيام الساعة تبيّن ألفاظ الأحاديث الأخرى الّتي قد لا يفهم من ألفاظها هذا التصريح.
وبناء على هذا لا بدّ أن يكون عمر أحدهم طويلا خارقا للعادة في أعمار البشر كما وقع فعلا في مدّة عمر الثاني عشر من الأئمة أوصياء النبيّ (ص).
حيرتهم في تفسير الحديث
لقد حار علماء مدرسة الخلفاء في بيان المقصود من الاثني عشر في الروايات المذكورة وتضاربت أقوالهم.
فقد قال ابن العربي في شرح سنن الترمذي :
(فعددنا بعد رسول الله (ص) اثني عشر أميرا فوجدنا أبا بكر ، عمر ، عثمان ، عليّا ، الحسن ، معاوية ، يزيد ، معاوية بن يزيد ، مروان ، عبد الملك بن مروان ، الوليد ، سليمان ، عمر بن عبد العزيز ، يزيد بن عبد الملك ، مروان بن محمد بن مروان ، السفاح ...).
ثمّ عدّ بعده سبعا وعشرين خليفة من العباسيّين إلى عصره ، ثمّ قال :
(وإذا عددنا منهم اثني عشر ، انتهى العدد بالصورة إلى سليمان وإذا عددناهم بالمعنى كان معنا منهم خمسة ، الخلفاء الأربعة وعمر بن عبد العزيز