ونقل ابن الجوزي الوجه الثاني عن الجزء الّذي جمعه أبو الحسين بن المنادي في المهدي ، وأنّه قال :
(يحتمل أن يكون هذا بعد المهدي الّذي يخرج في آخر الزمان ، فقد وجدت في كتاب دانيال : إذا مات المهدي ، ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الأكبر ، ثمّ خمسة من ولد السبط الأصغر ، ثمّ يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الأكبر ، ثمّ يملك بعده ولده فيتمّ بذلك اثنا عشر ملكا كلّ واحد منهم إمام مهديّ ، قال : وفي رواية ... ثمّ يلي الأمر بعده اثنا عشر رجلا : ستّة من ولد الحسن ، وخمسة من ولد الحسين ، وآخر من غيرهم ، ثمّ يموت فيفسد الزمان).
علّق ابن حجر على الحديث الأخير في صواعقه وقال :
(إنّ هذه الرواية واهية جدّا فلا يعول عليها) (٤١).
وقال قوم :
(يغلب على الظنّ أنّه عليه الصلاة والسلام أخبر ـ في هذا الحديث ـ بأعاجيب تكون بعده من الفتن حتّى يفترق الناس في وقت واحد على اثني عشر أميرا ، ولو أراد غير هذا لقال : يكون اثنا عشر أميرا يفعلون كذا ، فلمّا أعراهم عن الخبر عرفنا أنّه أراد أنّهم يكونون في زمن واحد ...) (٤٢).
قالوا :
(وقد وقع في المائة الخامسة ، فإنّه كان في الأندلس وحدها ستّة أنفس كلّهم يتسمّى بالخلافة ومعهم صاحب مصر والعباسية ببغداد إلى من كان يدّعي الخلافة في أقطار الأرض من العلوية والخوارج) (٤٣).
__________________
(٤١) فتح الباري ١٦ / ٣٤١. والصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٩.
(٤٢) فتح الباري ١٦ / ٣٣٨.
(٤٣) شرح النووي ١٢ / ٢٠٢. وفتح الباري ١٦ / ٣٣٩. واللفظ للاخير.