قال ابن حجر :
(وهو كلام من لم يقف على شيء من طرق الحديث غير الرواية الّتي وقعت في البخاري هكذا مختصرة ...) (٤٤). وقال :
(إنّ وجودهم في عصر واحد يوجد عين الافتراق فلا يصحّ أن يكون المراد) (٤٥).
* * *
قال المؤلف :
هكذا لم يتّفقوا على رأي في تفسير الروايات السابقة ، ثمّ إنّهم أهملوا إيراد الروايات الّتي ذكر الرسول (ص) فيها أسماء الاثني عشر لأنّها كانت تخالف سياسة الحكم بمدرسة الخلفاء مدى القرون. وخرّجها المحدّثون بمدرسة أهل البيت في تآليفهم بسندهم إلى أبرار الصحابة عن رسول الله (ص) ونقتصر هنا على إيراد نزر يسير منها في ما يأتي ممّا رواه الفريقان :
أسماء الاثني عشر لدى مدرسة الخلفاء :
أ ـ الجويني (٤٦) عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله : أنا سيّد النبيين وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين ، وأنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم المهدي.
ب ـ الجويني ـ أيضا ـ بسنده عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله : إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثني عشر أوّلهم أخي وآخرهم ولدي.
__________________
(٤٤) فتح الباري ١٦ / ٣٣٨.
(٤٥) فتح الباري ١٦ / ٣٣٩.
(٤٦) قال الذهبي في ترجمة شيوخه بتذكرة الحفاظ ص ١٥٠٥ : الإمام ، المحدّث الأوحد ، الأكمل ، فخر الإسلام ، صدر الدين إبراهيم بن محمد بن حمويه الجويني الشافعي ، شيخ الصوفية. وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الأجزاء. أسلم على يده غازان الملك.