أمركم على صاحب رسول الله ، قوموا فبايعوه ، فبايعه الناس عندئذ بعد بيعة السقيفة ، ثمّ خطب أبو بكر فقال : قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني ....
شغلوا عن رسول الله بقيّة الاثنين وليلة الثلاثاء ويوم الثلاثاء ، وصلّى المسلمون على رسول الله زمرا زمرا ، وخلّى أصحاب رسول الله (ص) بين جثمانه وأهله ، فولوا إجنانه (٣). ولم يشهد أبو بكر وعمر غسل الرسول (ص) وتكفينه ودفنه.
قالت عائشة : ما علمنا بدفن الرسول حتّى سمعنا صوت المساحي في جوف اللّيل.
وتخلّف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار وبنو هاشم ومالوا مع عليّ بن أبي طالب.
فذهبوا إلى العباس ليستميلوه فجابههم بالردّ.
وتحصّن في دار فاطمة جماعة من بني هاشم وجمع من المهاجرين والأنصار ، فبعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له : إن أبوا فقاتلهم.
فأقبل بقبس نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيتهم فاطمة فقالت : يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال : نعم ، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمّة.
وإليه أشار أبو بكر في مرض موته حين قال :
(أمّا إنّي لا آسي على شيء في الدنيا إلّا على ثلاث فعلتهنّ وددت أنّي لم أفعلهن ... فوددت أنّي لم أكشف عن بيت فاطمة ولو أغلق على حرب ...).
__________________
(٣) تولوا دفنه.