بيعة الإمام عليّ
لمّا قتل عثمان ورجع إلى المسلمين أمرهم وانحلوا من كل بيعة سابقة ، تهافتوا على الإمام عليّ ، اجتمع المهاجرون والأنصار فيهم طلحة والزبير فأتوا عليّا فقالوا : هلمّ نبايعك.
فقال : لا حاجة لي في أمركم أنا معكم ، فمن اخترتم فقد رضيت به.
فقالوا : والله ما نختار غيرك. فاختلفوا إليه مرارا ثمّ أتوه في آخر ذلك.
فقالوا : إنّه لا يصلح الناس إلّا بإمرة وقد طال الأمر ، لا والله ما نحن بفاعلين حتّى نبايعك.
قال : ففي المسجد فإنّ بيعتي لا تكون خفيا ولا تكون إلّا عن رضى المسلمين.
فاجتمعوا في المسجد يهرعون إليه ، وأول من صعد إليه فبايعه طلحة ثمّ تتابع المهاجرون والأنصار ثمّ سائر الناس فبايعوا عليّا (٤).
بعد هذا العرض ندرس في ما يأتي آراء المدرستين في أمر الإمامة والخلافة.
* * *
__________________
(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ط. الأولى ١ / ٢٤٠ ـ ٢٤١ وط. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ٤ / ٨ ـ ٩.