أمراء جيوش المسلمين في عصره أصبحوا أمراء لجيوش المسلمين بتعيين خليفة المسلمين هارون الرشيد ، وكذلك شأن ولاة الخليفة على البلاد ، فإنّ أمير صنعاء وأمير مكّة وأمير المدينة والكوفة والشام والإسكندرية والريّ وخراسان وسائر البلاد الإسلامية في جميع الأقاليم ، وكذلك أئمة الجمعة والجماعة في جميع البلاد الإسلاميّة من أقصى بلاد إفريقيا إلى ما وراء خراسان وبلاد الحجاز واليمن والشّام والعراق إلى غيرها من البلاد الإسلاميّة. كلّ أولئك أصبحوا في مناصبهم يعيشون معيشة المترفين بشرعيّة خلافة هارون الرشيد وشرعيّة خلافة هارون الرشيد متوقّفة على عدم وجود إمامة معيّنة منصوبة من قبل الله ومنصوص عليها من قبل رسول الله (ص) في ذلك العصر وهو الإمام موسى بن جعفر (ع) ولا في إمامة سائر الأئمة (ع) قبله.
وهذا الأمر كان جاريا وساريا في زمن يزيد ومعاوية وعثمان وغيرهم إلى آخر خلفاء العثمانيّين ، فإنّ كلّ أولئك المنتفعين بخلافة الخلفاء جلّ العصور إنّما انتفعوا بمناصبهم ومعايشهم لعدم وجود نصّ على إمامة أيّ إمام غير الخلفاء على حدّ زعمهم ومع كلّ ذلك بقيت النصوص السّابقة في إمامة الأئمة من أهل البيت (ع) منتشرة في مصادر الدراسات الإسلاميّة بمدرسة الخلفاء إلى اليوم ، وذلك لأنّ الله شاء أن يتمّ الحجّة على الناس مدى العصور ، وما شاء الله كان.
* * *
بعد الانتهاء من دراسة رأي المدرستين في الصّحابة والإمامة نستعين الله وندرس في ما يأتي رأي المدرستين في مصادر الشريعة الإسلامية وكيفية استفادة كلّ منهما منها ، إن شاء الله تعالى.