وفي صحيح البخاري (٢) ما ملخّصه :
أن إبراهيم وإسماعيل (ع) لمّا كانا يبنيان البيت ، جعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني ، حتّى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر ، فوضعه له ، فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة.
وفي رواية بعدها : حتّى ارتفع البناء وضعف الشيخ على نقل الحجارة ، فقام على حجر المقام ، فجعل يناوله الحجارة.
* * *
إنّ الله سبحانه أمر الناس ـ كما هو واضح ـ أن يتبرّكوا بموطإ قدمي إبراهيم (ع) في بيته الحرام ويتّخذوا منه مصلّى ، احياء لذكرى إبراهيم وتخليدا ، وليس فيه شيء من أمر
الشرك بالله جلّ اسمه.
ب ـ الصفا والمروة :
قال الله سبحانه :
(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) البقرة / ١٥٨.
وروى البخاري ما ملخّصه :
أنّ هاجر لمّا تركها إبراهيم (ع) مع ابنها إسماعيل بمكّة ونفد ماؤها عطشت وعطش ابنها وجعل يتلوى ، فانطلقت إلى جبل الصفا كراهية أن تنظر إليه ، فقامت عليه تنظر هل ترى أحدا ، فلم تر أحدا ، فهبطت من الصّفا حتّى إذا بلغت الوادي ، سعت سعي الإنسان المجهود حتّى جاوزت الوادي ، ثمّ أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا ، فلم تر أحدا ، فعلت ذلك سبع مرّات.
__________________
(٢) صحيح البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب يزفون النسلان في المشي ، ٢ / ١٥٨ و ١٥٩.