قال ابن عبّاس : قال النبي (ص) : فذلك سعي الناس بينهما ـ الحديث (٣).
* * *
جعل الله السّعي بين الصّفا والمروة من مناسك الحجّ ، إحياء لذكرى سعي هاجر بينهما واحتفالا بعملها ، واستحباب الهرولة في محلّ الوادي الّذي سعت فيه هاجر سعي الإنسان المجهود ، إحياء لذكرى هرولتها هناك.
ج ـ رمي الجمار :
روى أحمد والطيالسي في مسنديهما عن رسول الله (ص) أنّه قال :
إنّ جبريل ذهب بإبراهيم (ع) إلى جمرة العقبة ، فعرض له الشّيطان ، فرماه بسبع حصيات ، فساخ. ثمّ أتى الجمرة الوسطى ، فعرض له الشّيطان ، فرماه بسبع حصيات ، فساخ. ثمّ أتى الجمرة القصوى ، فعرض له الشّيطان ، فرماه بسبع حصيات ، فساخ ... (٤).
هكذا جعل الله إحياء ذكرى رمي إبراهيم (ع) الشيطان والاحتفال بذكره من مناسك الحجّ.
د ـ الفدية :
قال الله سبحانه في قصّة إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام :
(فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ* فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي
__________________
(٣) صحيح البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب يزفون النسلان في المشي ، ٢ / ١٥٨ ، وراجع معجم البلدان ، مادة : (زمزم) ، وذكر تاريخ إسماعيل (ع) من تاريخ الطبري وابن الأثير.
(٤) مسند أحمد ١ / ٣٠٦ ، وقريب منه في ١٢٧. ومسند الطيالسي ح ٢٦٩٧. وراجع مادة : (الكعبة) من معجم البلدان ؛ وتاريخ إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام من تاريخ الطبري وابن الأثير ، وساخت قوائمه في الأرض : غاصت في الأرض.