الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى ، قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ* فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) الصّافّات / ١٠١ ـ ١٠٧.
* * *
وكذلك جعل الله إحياء ذكرى فداء إبراهيم (ع) ابنه إسماعيل (ع) وإرسال الله الكبش فدية له والاحتفال بها من مناسك الحجّ ، وأمر الحجّاج بالفدية في منى اقتداء بإبراهيم (ع) واحتفالا بذكرى موقفه من طاعة الله.
* * *
في مقام إبراهيم (ع) ، انتشرت البركة من قدمي إبراهيم (ع) إلى موطئ قدميه ، وأمر الله باتّخاذه مسجدا في بيته الحرام ، وجعله الله من مناسك الحج إحياء لذكره.
وفي ما يأتي نذكر انتشار البركة من آدم (ع) أبي البشر.
انتشار البركة من آدم (ع) والاحتفال بذكره
وفي بعض الأخبار أن الله جلّ اسمه تاب على آدم (ع) عصر التّاسع من ذي الحجّة بعرفات ، ثمّ أفاض به جبرائيل عند المغيب إلى المشعر الحرام ، وبات فيه ليلة العاشر يدعو الله ويشكره على قبول توبته. ثمّ أفاض منه صباحا إلى منى وحلق فيه رأسه يوم العاشر إمارة لقبول توبته وعتقه من الذنوب ، فجعل الله ذلك اليوم عيدا له ولذرّيّته ، وجعل كلّ ما فعله آدم أبد الدهر من مناسك الحجّ لذرّيّته ، يقبل توبتهم عصر التاسع بعرفات ، ويذكرون الله ليلا بالمشعر الحرام ، ويحلقون رءوسهم يوم العاشر بمنى. ثمّ أضيف إلى هذه المناسك ما فعله بعد ذلك إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام وهاجر ، وتمّت بها