خاتم الأنبياء (ص) ، وإلى ما شاء الله. ومن أين نشأ فضل بئر ناقة صالح (ع) عدا ما كان من شرب ناقة صالح (ع) منها ، وانتشر الفضل منها إلى البئر ، وبقي فيها إلى عصر خاتم الأنبياء (ص) ، وإلى ما شاء الله.
وليست ناقة صالح (ع) وبئرها بأكرم على الله من إسماعيل (ع) وبئره زمزم ، بل كذلك جعل الله البركة في زمزم من بركة إسماعيل (ع) أبد الدهر.
وكذلك شأن انتشار البركة مما يفيضه الله على عباده الصّالحين في أزمنة خاصّة مثل بركة يوم الجمعة.
بركة يوم الجمعة
في صحيح مسلم :
«أنّ الله خلق آدم يوم الجمعة ، وأدخله الجنة يوم الجمعة ...» (٧).
هذا وغيره ممّا أفاضه الله على عباده الصّالحين في يوم الجمعة ، خلّد البركة في يوم الجمعة أبد الدهر.
البركة في شهر رمضان
وكذلك الشأن في بركة شهر رمضان ؛ فقد قال سبحانه :
(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) البقرة / ١٨٥.
وقال سبحانه :
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ...) القدر / ١ ـ ٣.
إذا فقد انتشرت البركة من ليلة القدر الّتي أنزل فيها القرآن على خاتم
__________________
(٧) صحيح مسلم ، كتاب الجمعة ، باب فضل الجمعة ، ح ١٧ و ١٨.