علّة الحديث :
أوّلا ـ سنذكر في ما يأتي أنّ رسول الله (ص) زار قبر أمّه ، وبكى وأبكى من حوله. وكانت أمّه قد توفّيت في السنة السادسة من عمره الشريف بالمدينة المنوّرة ، وعلى هذا فقد زار الرسول قبر أمّه بعد نيف وأربعين سنة ، حين هاجر إلى المدينة المنوّرة ، وأن أثر قبر أمّه عند ذاك كان ماثلا للعيان ، وإلّا لما عرف قبرها. وإذا كان الحكم الإسلامي ، هو تسوية القبور فلم لم يأمر النبيّ (ص) بهدم قبر أمّه عند ذاك؟
ثانيا ـ إنّ أهل المدينة بعد أن أسلم بعضهم أرسل لهم الرسول (ص) بادئ ذي بدء مصعب بن عمير ، يعلّم من أسلم منهم ما ورد من الإسلام يوم ذاك. ولمّا وفدوا إلى الحجّ ، حضر المسلمون منهم العقبة وبايعوا رسول الله (ص) سرّا ، ولم ينتشر الإسلام بينهم ، إلى أن هاجر الرسول (ص) إليهم ، وتبعه الإمام عليّ (ع) بعد ثلاث أو أكثر وقصّة وروده المدينة بعد ذلك مشهورة.
وتدرّج الرسول (ص) في بسط حكمه على المدينة بعد أن عاهد يهود قريظة وبني النضير وبني قينقاع ، ودخل أهل المدينة كلّهم في الإسلام متدرّجا. فمتى كان إرسال النبيّ (ص) الإمام عليّا (ع) من تشييع جنازة إلى المدينة ليهدم الأصنام ويسوّي القبور ويلطخ الصّور ، كالحاكم الّذي لا رادّ لأمره؟ أضف إليه أنّ محتوى الخبر أنّ المرسل الأول ذهب ، وهم في تشييع الجنازة ، ورجع خائبا ، ثمّ أرسل النبيّ (ص) الإمام عليّا (ع) بعده وهم لا يزالون في تشييع الجنازة. فكيف يتمّ ذلك!؟
ثالثا ـ وفي بقية الحديث أنّ الإمام عليّا (ع) قال لأبي الهياج الأسدي : أبعثك فيما بعثني رسول الله (ص) أمرني أن أسوّي كلّ قبر وأطمس كلّ