صنم (٢).
ولا يكون إرسال الإمام أبا الهياج الأسدي في أمر إلّا في عصر خلافته ، وعليه يتّجه هذا السؤال : متى كان إرسال الإمام أبا الهياج الأسدي؟ أفي عصر خلافته وبعد الفتوحات الإسلامية وبعد زمن الخلفاء الثلاثة أم قبله؟ وإلى أي بلد بعث الإمام عليّ أبا الهياج لتهديم القبور وطمس الأصنام؟
وأخيرا في كلا الخبرين أمر من الرسول (ص) والإمام عليّ (ع) ـ إن صحّ الخبران ـ بتهديم قبور المشركين في بلد الشّرك ، فكيف يدلّ ذلك على انتشار هذا الحكم إلى قبور المسلمين ووجوب تهديمها؟
ب ـ رووا عن النبيّ (ص) أنّه قال : اللهمّ لا تجعل قبري وثنا ، لعن الله قوما اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد (٣).
وفي الرواية الثانية شخّص الّذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال :
قاتل الله اليهود ، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد (٤).
علّة الحديث :
إنّ بني إسرائيل بعد أن ساروا من مصر وعبروا البحر وجازوا التّيه وبلغوا فلسطين ، أصبح لهم بيت عبادة وهو (بيت المقدس) ولم يكن لهم بيت عبادة غيره. وفي عصر سليمان أصبح لسليمان الملك النبيّ بلاط يسمّى هيكل سليمان. فأين كانت قبور أنبيائهم الّتي اتّخذوها مساجد؟ وكان بيت المقدس وبلده تحت أنظار المسلمين والعرب قبل عصر رسول الله (ص). وأمّا ما بقي من قبور أنبيائهم مثل قبر الخليل وموسى بن عمران ، فإنّا لم نر ولم نسمع ولم
__________________
(٢) مسند أحمد ١ / ٨٩ و ٩٦.
(٣) مسند أحمد ٢ / ٢٤٦.
(٤) مسند أحمد ٢ / ٢٨٥.