وقال في ص ٥ منه :
انّ الحنيفية ملّة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدّين ، وبذلك أمر جميع الناس وخلقهم لها ، كما قال تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ومعنى يعبدون يوحّدوني. وأعظم ما أمر الله به التوحيد ، وهو إفراد الله بالعبادة ، وأعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه ـ إلى قوله في ص ٨ منه : ـ والدليل قوله تعالى : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ ...).
وقال في ص ٤٦ منه :
القاعدة الرابعة : إنّ مشركي زماننا أغلظ شركا من الأوّلين ، لأنّ الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدّة ، ومشركو زماننا شركهم دائما في الرخاء والشدّة ، والدليل قوله تعالى : (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ) العنكبوت / ٦٥.
وقال في ص ٨ من رسالته (الدين وشروط الصّلاة) (٣) ما ملخّصه : العبادة لها أنواع كثيرة ؛ منها الدعاء ، الدليل قوله تعالى : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ).
وورد في رسالة (شفاء الصدور) الّتي أصدرتها دار الإفتاء العامّة ردّا على رسالة الجواب المشكور ص ٣ :
رفعوا إلى خليفة زعماء دعوة التوحيد والّذين أزاحوا غياهب الشرك عن هذه البلاد ـ أي عن مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة ـ وطهّروها من أدرانه وقضوا على كلّ أثر له ... (٤).
* * *
__________________
ـ مِنْ دُونِهِ ، فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) الإسراء / ٥٦ وآيات أخرى نظيرها.
(٣) رسالة الأصول الثلاثة ط. مطبعة المدني ٢٩٥ شارع رمسيس بالقاهرة سنة ١٣٨٠ ـ ورسالة الدين وشروطها أيضا طبع فيها بلا تاريخ.
(٤) رسالة شفاء الصدور ، ط. الأولى مؤسسة النور للطباعة والتجليد.