وقوله تعالى :
(لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ) الإسراء / ١١١ ، والفرقان / ٢ ، وأمثالهما.
وبين قوله تعالى :
(أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) النساء / ٣ و ٢٤ و ٢٥ و ٣٦ وآيات أخرى مثلها ، لأنّه سبحانه وتعالى يقول : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) آل عمران / ٢٦.
إذا فإنّ الله تعالى حين يملّك عبده لم يملك العبد عندئذ مع الله ، ولم يملك غير الله ولا سوى الله ولا دون الله ، وإنّما العبد وما يملك لمولاه ، وإنّ تملّك العبد بإذن الله من أجلى مصاديق (الملك لله) ، أي : إنّ ملك الله ليس محدودا كملك عبيده الّذي يحدّ بحدود مشيئة الله وإذن الله ، ولا حول للعبد أن يتصرّف في ما خوّله الله بأكثر مما حدّد الله له في التصرّف من زمان ومكان وسيطرة. وكذلك الشأن في صفة الخالقية.
الخالق والمحيي
كذلك شأن صفة (الخالق) و (المحيي) ، فإنّه سبحانه وتعالى (خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) الأنعام / ١٠٢. و (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ) فاطر / ٣. وقال الله تعالى : (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) الأعراف / ٥٤. وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) المؤمنون / ٨٠. وقال : (فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى) الشورى / ٩.
ولا منافاة بين هذا وبين أن يأذن لعيسى بن مريم (ع) أن يخلق ويحيي كما قال سبحانه مخاطبا إيّاه : (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى