بِإِذْنِي) المائدة / ١١٠ وقوله تعالى عن لسان عيسى : (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ) آل عمران / ٤٩.
فإنّ الله سبحانه حين يخلق ليس كالآلة الصّانعة لا يحول عن عمله ولا يزول ـ جلّ عن ذلك ـ وليس كالبشر حين يعمل لا يستطيع أن يهب قدرة العمل لغيره ، بل إنّه قادر أن يخلق الحياة ، إنسانا كان أو حيوانا ، من طريق اللّقاح بين الزّوجين ، ويستطيع أن يخلقه بيديه دون أب ولا أمّ ، مثل آدم ، ويقدر كذلك أن يأذن لعيسى فيخلق بإذنه ، والخالق في كلّ ذلك هو الله تعالى.
وكذلك شأن الإحياء ، فإنّه قادر على أن يحيي الموتى بلا واسطة يوم القيامة ، وقادر على أن يهب الإحياء لرسوله عيسى بن مريم (ع) فيحيي الموتى بإذنه ، وقادر على أن يجعل الإحياء في ضرب بعض بقرة بني إسرائيل الصّفراء بميّتهم المقتول فيحيا المقتول ويخبرهم عن قاتله (٩).
وإنّ عيسى بن مريم حين خلق الطير وأحيا الموتى ، كان الخلق والإحياء بإذن الله ، وعلى هذا فإنّ عيسى حين خلق الطّير وأحيا الموتى لم يخلق مع الله ، ولم يحي مع الله ، ولم يخلق ولم يحي غير الله ولا دون الله ، وإنّما خلق وأحيا بإذن الله.
الوليّ والشفيع
وكذلك شأن صفة الوليّ والشّفيع :
فإنّه لا منافاة في شأن الشفاعة بين قوله تعالى :
أ ـ (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً
__________________
(٩) إشارة إلى الآيات ٦٧ ـ ٧٣ من سورة البقرة.