وقوله : (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ. إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) الكهف / ١٠٢.
هذه الأقوال لا تنافي قوله تعالى :
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) المائدة / ٥٥.
لا منافاة بينهما وليس شركا أن نقول : الله وليّنا ورسوله ومن يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة في الركوع من المؤمنين ، لأنّ الولاية لله وهو الّذي أعطى هذه الولاية لهما كما أعطى للوالد الولاية على ولده.
* * *
في كلّ الصّفات المذكورة صحّ أن يقال : الله ، هو الحاكم والمالك والشفيع والولي و... وصحّ ـ أيضا ـ أن يقال لمن منح من عبيده هذه الصفات : المالك والحاكم والشفيع والولي. وإنّ أوضح مثال لما قلنا ، المورد الآتي.
من يتوفّى الأنفس
قال تعالى : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) النحل / ٢٨.
وقال : (تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) النحل / ٣٢.
وقال : (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) الأنعام / ٦١.
وقال : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) السجدة / ١١.
وقال : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) الزمر / ٤٢.
فمن قال : إنّ الملائكة تتوفّى الأنفس حين موتها بإذن الله ، لم يكذب ولم يشرك ، ومن قال : ملك الموت عزرائيل يتوفّى الأنفس حين موتها بإذن الله ، لم يكذب ولم يشرك. ولا منافاة بين القولين وبين القول بأنّ الله يتوفّى الأنفس