حين موتها ، وفي كلّ هذه الحالات لم يتوفّ الأنفس غير الله ولا مع الله بل إنّ الله هو الذي توفّاها (١٠). وكذلك الشّأن بالنسبة إلى الصفات الأخرى المذكورة سابقا.
دعوة الرّسول (ص) والتوسّل به إلى الله
بناء على ما بيّنّا بأنّ كلّا من الحاكم والمالك والشّفيع والخالق والمحيي والمميت والوليّ إذا كان بإذن الله فليس ثمّت غير الله ولا دون الله ولا مع الله ، بناء على ذلك فإنّ دعوة النبيّ (ص) في التوسّل به إلى الله ـ أيضا ـ إذا كان بإذن الله ، فليس ثمّت دعاء غير الله ولا دون الله ولا مع الله ، وليس من مصاديق ما نهى الله عنه في قوله تعالى : (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً).
وقد مرّ بنا في الحديث المرويّ بمسند أحمد وسنن الترمذي وابن ماجة ورواية البيهقي والّتي صحّحوها بأن رسول الله (ص) علّم الصحابي الضرير أن يدعو بعد الصّلاة ويقول :
«اللهمّ إنّي أسألك وأتوجّه بنبيّك محمّد نبيّ الرحمة. يا محمّد إنّي توجّهت بك إلى ربّي في حاجتي لتقضى لي. اللهمّ فشفّعه فيّ» (١١).
فقضى الله حاجته وشفّع رسوله فيه وشافاه ، وإنّ هذا النوع من التوسّل من مصاديق قوله تعالى :
(وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) المائدة / ٣٥.
(يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) الإسراء / ٥٧.
* * *
__________________
(١٠) هذا الاستدلال مستفاد من قول الإمام عليّ ، برواية الصدوق عنه في باب الردّ على الثنوية والزنادقة بكتاب التوحيد ، ص : ٢٤١.
(١١) راجع مصادره في باب الاستشفاع برسول الله في حياته من هذه المقدّمة.