ما اختلف من أمّتي رجلان ... (١٢).
رابعا ـ في عصرنا
قال الرجل (ذو المعرفة) من السعوديين :
(محمّد رجالا مثلي ، مات).
وسبب هذا القول ـ أيضا ـ هو الاستكبار كما كان شأن السابقين.
خلاصة البحث
إنّ إبليس لا يرى فضلا لصفيّ الله ونبيّه آدم على نفسه فلا يخضع له ويقول عنه : إنّه بشر.
وقوم نوح وعاد وثمود لا يرون لأنبيائهم من فضل عليهم ويقولون لأنبيائهم : إن أنتم إلّا بشر مثلنا.
وذو الخويصرة رأس الخوارج يقول لجمع فيهم رسول الله : ما في القوم أفضل منّي أو خير منّي.
وكذلك الأمر في عصرنا.
إذا فالباعث الأول للاستهانة بأصفياء الله هو الاستكبار.
__________________
(١٢) راجع ترجمة ذي الخويصرة من الإصابة.
وذو الخويصرة التميمي حرقوص بن زهير. أصل الخوارج قال لرسول الله عند ما كان يقسم قسما : يا رسول الله ، اعدل! فقال له : ويحك من يعدل إذا لم أعدل!؟ وقال فيه : إنّ له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين كمروق السهم من الرمية. راجع ترجمة ذي الخويصرة في أسد الغابة. وتفصيل قول رسول الله فيه وفي الخوارج وقتال الإمام علي إيّاهم في صحيح مسلم ، باب ذكر الخوارج ، وباب التحريض على قتل الخوارج ، وباب الخوارج شرّ الخلق والخليقة.
والسعفة : قروح تخرج في الوجه والرأس ، ويكون المعنى أثر ضربة الشيطان في وجهه.