ويتقاربوا ويوحّدوا جهودهم في ما يصلح لهم (١).
ومن الضروريّ في هذا السبيل أن يبدأ بالبحث عن مصادر الشّريعة الإسلاميّة وكيفيّة أخذ المسلمين منها وسبل الوصول إلى السنّة النبويّة.
وللوصول إلى هذا الهدف الجليل قمت مستعينا بالله تعالى بتأليف هذا الكتاب وفق المنهج التالي.
منهج البحث في الكتاب :
أوردنا في ما سبق أمثلة من مسائل الخلاف ومنشأ الاختلاف ودوافعهما وبقي لنا دراسة جذور الخلاف والاختلاف. وسندرسها في أبواب القسم الأوّل من هذا الكتاب ليدرسها المصلحون الغيارى على الإسلام والمسلمين وينسّقوا جهودهم في ضوء معرفتها لتقريب أبناء الأمّة الإسلاميّة وتوحيد
__________________
(١) لقد شرحت ضرورة القيام بدراسات مقارنة لسنّة الرسول (ص) بتجرّد علميّ بحت لعلماء المسلمين وكتّابهم ومفكّريهم بمصر والحجاز والشام ولبنان والهند وباكستان والعراق وغيرها ، سواء في الجامعات الإسلامية والأندية العلميّة بها أو في اجتماعي بالعلماء على انفراد ، واستعنت الله وقمت منذ نيف وخمسين سنة بهذه الدراسات. ولما كانت أمّ المؤمنين عائشة أكثر من تحدّثت عن سيرة الرسول الاكرم (ص) بين أمّهات المؤمنين وأهل البيت وجميع الصّحابة ، وكان أكثر الباحثين مسلمين وغير مسلمين من المستشرقين وتلاميذهم يتعرّفون على سيرة الرسول (ص) من خلال الأحاديث المرويّة عنها ، ولن تتيسّر دراسة سيرة الرسول دون الدراسة العلمية لمجموعة الأحاديث المرويّة عنها بتجرّد علميّ بحت ، لهذا اضطررت إلى دراسة أحاديثها دراسة مقارنة ، وطبعت الجزء الأول منها ، ولمّا يطبع الجزء الثاني منها. ورأيت خلال دراساتي من الاختلاف في أخبار السيرة وأخبار العصر الإسلامي الأول ما أكرهني على نشر بعض دراساتي باسم (خمسون ومائة صحابى مختلق) وقصدي من هذه التسمية أن أنبّه العلماء إلى ما في أخبار العصر الإسلامي الأوّل من عظيم الاختلاق ، وطبع منها جزءان ترجم فيهما ثلاثة وتسعون صحابيّا مختلقا وأكثر من سبعين راويا للحديث مختلقين ـ أيضا ـ أسندت إليهم روايات في الفتوح والردة وغير ذلك مختلقة جميعها. وكتبت مقدّمة لهذه الدراسة مجلّدي عبد الله بن سبأ ونشرا ، وبقي نشر المجلد الثالث من (خمسون ومائة صحابي مختلق) والثالث من عبد الله بن سبأ ، وإلى الله أشكو ما لا قيت من الإرجاف في هذا السبيل.