حومها ويطعم منها فمن لم يأكل منه علم أنه مقيم على دين اليهودية ، فقال الملك إذا كان الخنزير في التوراة حراما فكيف يحل لنا أن نأكله ونطعمه الناس؟ فقال له بولس : إن سيدنا المسيح قد أبطل كل ما في التوراة ، وجاء بنواميس أخر وبتوراة جديدة وهو الإنجيل ، وفي إنجيله «إن كل ما يدخل البطن فليس بحرام ولا نجس ، وإنما ينجس الإنسان ما يخرج من فيه» وقال يونس : إن بطرس رئيس الحواريين بينما هو يصلي في ست ساعات من النهار وقع عليه سبات فنظر إلى السماء قد تفتحت ، وإذا زاد قد نزل من السماء حتى بلغ الأرض ، وفيه كل ذي أربع قوائم على الأرض من السباع والدواب وغير ذلك من طير السماء ، وسمع صوتا يقول له : يا بطرس قم فاذبح وكل ، فقال بطرس : يا رب ما أكلت شيئا نجسا قط ولا دنسا قط ، فجاء صوت ثان كل ما طهره الله فليس بنجس ، وفي نسخة أخرى ما طهره الله فلا تنجسه أنت ، ثم جاءه الصوت بهذا ثلاث مرات ، ثم أن الزاد ارتفع إلى السماء فتعجب بطرس وتحير فيما بينه وبين نفسه ، فأمر الملك أن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها وتقطع صغارا وتصير على أبواب الكنائس في كل مملكته يوم أحد الفصح ، وكل من خرج من الكنيسة يلقم لقمة من لحم الخنازير ، فمن لم يأكل منه يقتل فقتل لاجل ذلك خلق كثير ، ثم هلك قسطنطين وقام بعده أكبر أولاده واسمه قسطنطين وفي أيامه اجتمع أصحاب أريوس ومن قال بمقالته إليه فحسنوا لهم دينهم ومقالتهم وقالوا إن الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا الذين كانوا اجتمعوا بنيقية قد أخطئوا وحادوا عن الحق في قولهم إن الابن متفق مع الأب في الجوهر ، فأمر أن لا يقال هذا فأنه خطأ ، فعزم الملك على فعله ، فكتب إليه أسقف بيت المقدس أن لا يقبل قول أصحاب أريوس فأنهم حائدون عن الحق وكفار ، وقد لعنهم الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا ولعنوا كل من يقول بمقالتهم فقبل قوله. قال ابن البطريق : وفي ذلك الوقت أعلنت مقالة أريوس على قسطنطينة وأنطاكية والإسكندرية ، وفي ثاني سنة من ملك قسطنطين هذا صار على أنطاكية بترك أريوسي ثم بعده آخر مثله ، قال : وأما أهل مصر والإسكندرية وكان أكثرهم أريوسيين ومانيين فغلبوا على كنائس مصر فأخذوها ، ووثبوا على بترك الإسكندرية ليقتلوه فهرب منهم واستخفى. ثم ذكر جماعة من البتاركة والأساقفة من طوائف النصارى وما جرى لهم مع بعضهم بعضا ، وما تعصبت به كل طائفة لبتركها حتى قتل بعضهم بعضا واختلف النصارى أشد الاختلاف وكثرت مقالاتهم